ابحث في الفهارس

إسهامًا من المركز في تسهيل عملية البحث وإرشاد الباحثين للمخطوطات ونسخها؛ فقد أتاح المركز قاعدة بياناته للباحثين، لإيمانه أن أولى عمليات التحقيق الجادة تبدأ بمعرفة نسخ الكتاب.

د.محمد علي عطا، محاضر بالسنة التحضيرية بجامعة الملك سعود

ذكر الطناحي رحمه الله (ت1999م) أن خدمة التراث في العصر الحديث مرت بمراحل أربعة، هي: مرحلة مطبعة بولاق والمطابع الأهلية، ثم مرحلة الناشرين النابهين مثل الخانجي ومحب الدين الخطيب،  ثم مرحلة دار الكتب المصرية، ثم مرحلة الأفذاذ من الرجال، مثل أحمد شاكر ومحمود شاكر وعبد السلام هارون، والسيد أحمد صقر، وقد ذيلتُ عليه بمراحل أخرى، هي: مرحلة تلاميذ الأفذاذ من الرجال ومريديهم، مثل الطناحي وعبد الفتاح الحلو، ثم مرحلة الدراسات الجامعية، ثم مرحلة دور النشر الجديدة،  ثم مرحلة النشر الإلكتروني، ثم مرحلة المثاقفة التراثية، ثم مرحلة النشر المصور للكتب.

وفي الآونة الأخيرة زادت مرحلة أخرى، وهي الاهتمام المؤسسي بتدريب الناشئة ورعايتهم وتشجيعهم على ولوج لُجَج التراث وخدمته تعريفًا وقراءةً وتحقيقًا وفهرسةً ودرسًا، واحتل مركز أمجاد للمخطوطات ورعاية الباحثين دورًا مهمًّا في هذا الجهد، واضطلع برعاية الباحثين وتدريبهم من خلال الدورات، واتفاقيات التعاون المشترك مع المؤسسات ذات الصلة، وتنظيم المؤتمرات.

 والأهم من ذلك -وهو الذي تفتقده الساحة بصدق -هو دعم الباحثين، وتقديم المنح العلمية والتعليمية والتدريبية لهم، وهذا مجهود يعرف قدره من له أدنى اطلاع على تراثنا وعلى الثغرات الكثيرة التي تحتاج كتائبَ باحثين تقتدي بكتائب، وجاءت هذه اليد البيضاء في زمن صُرفت فيه وجوه الشبيبة عن التراث تلقاء نظريات ومناهج غربية أغرت بالقطيعة مع التراث وتسفيهه في بعض الأحيان، فجهدهم جهد مبشِّرٌ بتعديل البوصلة، وبالتزاحم على منابع التراث.

 د.محمد علي عطا

محاضر بالسنة التحضيرية بجامعة الملك سعود

د.محمد علي عطا، محاضر بالسنة التحضيرية بجامعة الملك سعود