ابحث في الفهارس

إسهامًا من المركز في تسهيل عملية البحث وإرشاد الباحثين للمخطوطات ونسخها؛ فقد أتاح المركز قاعدة بياناته للباحثين، لإيمانه أن أولى عمليات التحقيق الجادة تبدأ بمعرفة نسخ الكتاب.

الكتابة في الرقوق - يحيى الجبوري

الكتابة في الرقوق- يحيى الجبوري

ملخص المقال

يتناول المقال الكتابة في الرقوق ويعرف الرقوق على أنها المادة الأساسية التي كان يكتب بها العرب، وقد استخدمت في كتابة المصاحف والمؤلفات في العصور الأموية والعباسية ويشير الكاتب إلى إنه وجد في كتب التراث ثلاثة مسميات، وكلها أنواع من الجلود وهي: الرق، الأديم، القضيم، فالرق هو ما يرق من الجلد ليكتب فيه، أما الأديم فهو الجلد الأحمر أو المدبوغ وكان العرب يصنعون الأديم ولم يجلب من الخارج، أما القضيم فهو الجلد الأبيض الذي يكتب فيه.
كما يشير الكاتب إلى أنه عندما اتسعت حاجة الدولة في العصر الأموي إلى الكتابة في المصاحف والصكوك والرسائل والدواوين، فقد كانت الرقوق هي المادة الأساسية التي استخدمت لفترة طويلة حتى ظهر القرطاس (البردي)، والذي تغلب على الرقوق وذلك لخفته وسهولة الكتابة فيه، وقد شاع في الحياة العلمية، ومع ذلك فإن الرق بقي مستعملاً وبقي هناك من يفضله ويؤثره في الكتابة خاصة في الأمور ذات طابع مهم وخطر وفي كتابة المصاحف وكان من عيوب الرق أنه يقبل الغسل والمحو أو التزوير إذا حك بعكس الورق.
ويبين الكاتب أن الرق بقي مستعملاً في العصر العباسي حتى أيام هارون الرشيد، وظهر القرطاس، وقد استعمل جنباُ إلى جنب مع الرقروق، ومع ذلك فإن الكتابة في الرقوق لم تنتهي إلا في الكتابات الرسمية وبقيت في الحياة العامة، وأن الكتابة في هذا العصر كانت في الورق والرقوق، وأن الكتابة في الرق أستمرت مع وجود الورق إلى عصر متأخر، وأن العلماء كانوا يفضلون كتابة القران الكريم وكتابة أحاديث رسول الله (صلي الله عليه وسلم) في الرقوق.
ويشير الكاتب أن العلماء ظل استعمالهم للرق في كتابة مؤلفاتهم حتى عصر متأخر بعد انتشار البردي والورق الذي هو أرخص من الرقوق، وأن هناك من الناس من كان يفضل الكتابة في الرقوق وخاصة في الكتابات النفيسة العزيزة كالمصاحف والصكوك والعهود وغيرها، وبسبب كثرة التأليف وانتشار العلم ووفرة المكتبات أدى ذلك عدم صمود استعمال الرق أمام الورق ولذلك كان الورق قد استأثر بفنون الكتابة جميعا في الشرق الإسلامي كله.
كما يوضح الكاتب دباغة وصناعة الرقوق في شرق العالم الإسلامي، ففي العراق نشأت صناعة الرقوق وخاصة في الكوفة حيث أن رقوق الكوفة أجود من غيرها لما فيها من لين، ولأنها تدبغ بالتمر وشديدة الجفاف، أما في الغرب الإسلامي فقد بقي الرق والبردي (القرطاس) منتشرين في مصر وشمال أفريقيا، بالرغم من وجود الورق حيث ظلت بلاد المغرب تفضل استعمال الرقوق مع وجود القرطاس فيها.
كما يشير الكاتب أنه كانت هناك عناية كبيرة لصناعة الرق في أفريقيا، والاهتمام بتهذيبه وتزيينه وتجميله وكذلك الاهتمام بصقله وتمحيره وصبغه بألوان مختلفة والبراعة في تنعميه وتجميله مما جعله ينتشر في المغرب والأندلس وقد امتلاءت خزائن جامع عقبة بن نافع في القيروان بنفائس من هذه الرقوق التي تمتاز بالجمال ودقة الصنع وروعة التلوين .
والبحث (الكتابة في الرقوق- يحيى الجبوري) منشور في مجلة العرب - سبتمبر-1993

تحميل المقال

مع تحيات قسم النشر الإلكتروني بمركز أمجاد للمخطوطات ورعاية الباحثين

الكتابة في الرقوق - يحيى الجبوري