ابحث في الفهارس

إسهامًا من المركز في تسهيل عملية البحث وإرشاد الباحثين للمخطوطات ونسخها؛ فقد أتاح المركز قاعدة بياناته للباحثين، لإيمانه أن أولى عمليات التحقيق الجادة تبدأ بمعرفة نسخ الكتاب.

الجوانب الفنية في إخراج المخطوط العربي- جابر الشكري

ملخص المقال

يتناول الكاتب في بداية المقالة سبب كتابته لهذا البحث، حيث اشترك في الندوة التدريبية لدراسة شئون المخطوطات العربية، والتي عني بها معهد المخطوطات العربية، ولقد تناول الكاتب الجوانب العملية في إخراج المخطوط العربي، وما يتعلق بذلك من النواحي الصناعية والكيمياوية والفنية.

يوضح الكاتب تعريف المخطوط، ويعد أول كتاب مخطوط في الإسلام في القرآن الكريم، كما تناول مواد الكتابة للمخطوط مثل الورق والقلم والحبر، كما يشير أنه لابد من توافر مواد لصنع وإخراج المخطوط في صورة جذابة، حيث الاهتمام بالغلاف وفن التجليد وزخرفة الغلاف بأحبار ملونة، واستخدام الخيوط، والصموغ لإعداد الكتاب.

ذكر الكاتب مواد التدوين قبل معرفة الورق، فيشير أن الأمم القديمة كانوا يكتبون معارفهم علي ألواح مصنوعة من الطين، ثم تجفف هذه الألواح في الشمس أو تشوي في النار، مثل مكتبة آشور بانيبال في نينوي والتي تحتوي علي عشرات الألوف من ألواح الطين، دونت فيها أنواع المعرفة باللغات السومرية والآشورية وغيرها.

كما تناول الكاتب سكان مصر القدماء الذين كتبوا علي ورق البردي، وذكر الكاتب كيفية استخدام البردي في القدم، ويذكر أن مكتبة الإسكندرية كانت تحتوي علي أكثر من نصف مليون بردية ولقد دونت عليها علوم اليونان ، ويشير إلي أن المسلمين قد اتخذوا في العصور الأولى أوراق البردي للكتابة، كما ظل يستعمل بعد الفتح الاسلامي.

كما تناول الكاتب الجلود والرقوق، فلقد اتخذ القدماء جلود الحيوانات للكتابة عليها، ولقد استعملت الرقوق قبل الاسلام، ولكنها كانت غالية الثمن، كما تناول أقوال المؤلفين عن الجلود والرقوق، كما أشار أن كتاب النبي محمد ( صلي الله عليه وسلم) إلي كسرى كان مكتوباً علي الآدم، وقد كتبت المصاحف في جلود الظباء.

كما تناول الكاتب الورق (الكاغد)، والمتفق عليه أن الصينيين هم أول من عرفوا صناعته، وكان التجار يجلبونه من بلاد المشرق الأقصي، ويذكر أن الصحابة قد اجمعوا علي كتابة القرآن في الرق لطول بقائه، أو لتوفره لديهم حينئذٍ، ثم تولى هارون الرشيد الخلافة وكثر الورق، فأمر الناس ألا يكتبوا  إلا في الكاغد، فلقد انتشرت معامل الورق في خراسان وبلاد فارس وبغداد، ثم انتشرت بعد ذلك في باقي البلاد الاسلامية.

ويوضح الكاتب مدي تطور صناعة الورق عند العرب، فلقد استعملوا الكتان والقطن عند صناعته لأنه أرخص سعراً من الحرير، ويعد هذا أهم أختراع عربي حيث خدم الحضارة الإنسانية والعالمية خدمة لا مثيل لها، كما تناول الكاتب كيفية انتقال الورق من العرب إلي الأوربيين، فلقد تأسس أول معمل للورق في إيطاليا عام 1276م، كما يشير إلي أقدم المخطوطات المعروفة في أوربا منها: عقد للملك روجر النورمندي في سنة 1102م، وأمر كتبته زوجته باليونانية والعربية معاً في سنة 1109م ، كما أشار إلي المعلقات السبع قبل الإسلام، وبأنها كتبت علي قماش كان يسمي القباطي.

كما سعى الكاتب لإيضاح أنواع الورق، فلقد تنوعت أنواعه منها: الورق السليماني  والورق الطلحي والورق الجعفري والورق الفرعوني، كما يوضح إن انتشار الورق وجودته ورخص ثمنه، ساعد بشكل كبير في انتشار الكتاب، وظهور صناعة الوراقة أي نسخ الكتب وتصحيحها وتجليدها وزخرفتها وانتشرت الثقافة بين الناس، فقد كانت دكاكين الوراقة ملتقي العلماء ومن بينهم ابن النديم صاحب الفهرست.

كما تناول الكاتب أدوات الكتابة مثل القلم والمواد التي يصنع منها، كما أورد أقوال كثيرة في فضل القلم ومنزلته مثل ( عقول الرجال تحت أسنان أقلامها)، كما كان صاحب القلم ( الكاتب) له مكانة عالية عند الملوك والأمراء، وتفنن الصناع في صناعة ادوات الكتابة المساعدة مثل الدواة والسكين واللوح الذي يوضع عليه الورق للكتابة، وتناول الحبر والمداد وطرق صناعة الحبر ومكوناته وطرق تحضيره.

وذكر الكاتب طريقة التجليد للمخطوطات والكتب، وأوضح أنه لم يتم التوصل لبداية تاريخ عملية تجليد المخطوط العربي بالطريقة التي وصلت إلينا الآن، وتناول طريقة صناعة الدباغة  واستخدام المواد الكيمائية في ذلك، فلقد كانت صناعة الجلود ودباغتها من الصناعات المشهورة في عهد النهضة العربية الاسلامية،  وكان المجلدون يستخدمون في عملهم الصمغ والخيط والابرة لإكمال المخطوط.

ويوضح الكاتب في خاتمة المقال، أن المخطوطات كان يتم زخرفتها بزخارف جميلة من حيث الألوان والصور، والمعادن النفسية مثل الذهب والفضة، ويذكر أن أنفس المصاحف المزخرفة كانت عند سلاطين المماليك في القاهرة، كما استعمل المجلدون أنواع كثيرة من الأصباغ النباتية أو المعدنية مثل جابر بن حيان كيماوي العرب، وذكر ابن النديم في الفهرست أسماء بعض المذهبين للمصاحف الشريفة والمخطوطات النفسية مثل: ابراهيم الصغير وآخرون.

والبحث منشور في مجلة المجمع العلمي- أبريل 1982م

تحميل المقال

مع تحيات قسم النشر الإلكتروني بمركز أمجاد للمخطوطات ورعاية الباحثين

الجوانب الفنية في إخراج المخطوط العربي- جابر الشكري