ابحث في الفهارس

إسهامًا من المركز في تسهيل عملية البحث وإرشاد الباحثين للمخطوطات ونسخها؛ فقد أتاح المركز قاعدة بياناته للباحثين، لإيمانه أن أولى عمليات التحقيق الجادة تبدأ بمعرفة نسخ الكتاب.

التراث العربي المخطوط بين ماضيه وحاضره- جورج ميخائيل كرباج

ملخص المقال

تناول الكاتب أهمية ما قدمته الأمة العربية من مخطوطات ومصنفات هامة وغزيرة في العديد من المعارف، مما يلقي علي كواهل الجيل العربي المعاصر مسئولية ضخمة وهامة لإحياء ذلك التراث.

فلقد تعددت أسباب تحقيق المخطوطات وإبراز أهميتها، ومنها:

  • إحياء التراث يساعد علي معرفة القيمة الهامة لتلك الثروة ومدي الجهد والوقت المبذول في تأليفها من قبل العلماء العرب القدامي.

  • معرفة مدى التقصير والإهمال، وسوء المعاملة التي يلقاها التراث العرب.

 كما أوضح الكاتب عدد المخطوطات العربية والتي تقدر بحوالي ثلاثة ملايين مخطوطة، وعلي الرغم من ذلك فإن تقديرنا لعدد المخطوطات هو غير دقيق تماماً، فليس بمقدور أحد حتى الآن أن يقدر عدد المخطوطات العربية بشكل دقيق، ولنا أن نعرف أن نسبة المخطوطات العربية التي تم طبعها ضئيلة جداً وذلك بقياسها بعدد المخطوطات، فلقد طال التقصير والإهمال في تلك المخطوطات في تقدير وإحصاء عددها وعدد المطبوع منها.

  • كما سعي الكاتب إلي إبراز أهمية عملية إحياء التراث والمصنفات الدفينة، وعدم الوقوف عند عقبة عدم فهرسة المخطوطات والمطبوعات أمام المحققين، علي الرغم من أهمية الفهرسة البالغة في تحديد حجم المخطوطات وأماكنها وتسهيل عمل المحققين، وأرجع هذا الإهمال والتقصير من جانب العرب لعدم اهتمامهم بوضع خطة منهجية ومتكاملة تساهم في نشر التراث العربي المخطوط، ولقد كان بإمكانهم حل تلك العقبة عن طريق فهرسة المخطوطات فهرسة مركزية، وبالتالي تسهل علي المحقق عملية التحقيق، ولا يقوم بتحقيقها عند علمه بأن أحد المحققين قد سبقه في تحقيقها، و بالتالي يقوم بتوفير الوقت والجهد.

  • كما يري الكاتب أنه من الضروري عند إحياء المخطوطات أن يتم تحقيقها بشكل علمي واتباع القواعد العلمية المتبعة في التحقيق والنشر، وأن يتبع المحقق الامانة في تحقيق النصوص، والحفاظ علي النص دون كلام دخيل علي نص المؤلف ظناً منه بأنه يحسن النص.

  • ويوضح الكاتب أن تاريخ بدء التحقيق عند العرب، قد اختلف الباحثون في تحديده، فأغلب الظن أنه بدأ في القرن الثامن عشر أو التاسع عشر أو العشرين ويرجع هذا الاختلاف لاختلافهم في تعريف معني النشر أو التحقيق.

  • كما ذكر الكاتب محاولات العرب في عملية تحقيق المخطوطات ونشرها، وترجع بداية عملية إحياء التراث العربي المعتمدة علي أسس علمية علي أيد لبنانية، وذلك بفهرسة الكثير من المخطوطات العربية، وقاموا أيضاً بتحقيق ونشر بعض المخطوطات، ويعد من أبرز من قام بنشر التراث العربي بصورة علمية موثقة الأب لويس شيخو، ومن أمثال ما حققه: تهذيب الألفاظ لأبن السكيت، وحماسة البحتري، وأيضاً الأب أنطون صالحاني الذي نشر كتاب"تاريخ مختصر الدول" لابن العبري.

  • أما في مصر، فلقد بدأت عملية التحقيق والنشر علي يد أحمد زكي باشا الذي حقق كتاب أنساب الخيل، وكتاب الأصنام لابن الكلبي.

  • ولقد توالت فيما بعد الدول العربية في تحقيق الكتب التراثية، ولقد توالت ظهور الكتب المحققة علي مستويين: مستوي أفراد، ومستوي هيئات خاصة وعامة، ولقد كانت مبادرة الباحثين في مجال التحقيق أسبق من مبادرة اللجان أو الهيئات، ولكن يعاب عليهم بأنهم لم يطبقوا قواعد التحقيق العلمي بدقة، أما علي مستوي الهيئات فلقد تمثلت فيما قامت به دار الكتب المصرية من نشر أمهات الكتب العربية والموسوعات، ، كما يرجع أيضاً الفضل لمعهد المخطوطات العربية في تلك الحركة، والذي أنشأته جامعة الدول العربية، وفي سوريا نجد المعهد العلمي الفرنسي ووزارة الثقافة والسياحة والإرشاد القومي السورية، وعلي الرغم من دور تلك الهيئات، إلا أنها ما تزال مقصرة جداً عن الحد الأدنى المطلوب لتحقيق المخطوطات.

  • كما ذكر الكاتب محاولات المحققين في وضع قواعد وأصول التحقيق بشكل علمي، فلقد تعددت المحاولات لوضع تلك القواعد والأصول منها: قامت وزارة المعارف المصرية سنة 1949م بتشكيل لجنة من العلماء لنشر كتاب الشفاء لابن سينا، وفي عام 1954م قام عبدالسلام محمد هارون بوضع كتيب بعنوان تحقيق النصوص ونشرها، كما أن للمستشرقين بلاشر وسوفاجيه بوضع كتيب بالفرنسية عن قواعد تحقيق المخطوطات العربية، إلا أنه لم يترجم للعربية، وعلي الرغم من جميع تلك المحاولات، فأن المحققين لم يسيروا علي نهج محدد في تحقيق المخطوطات، حيث يعد التحقيق علم وفن يراد به إخراج النص كما وضعه مؤلفه وارتضاه لنفسه، دون التعليقات الموجودة علي هوامش الكتاب، وبالتالي إخراج الكتاب مطابق للصورة التي وضعها المؤلف.

  • وفي النهاية، يري الكاتب أنه من الضروري علي المحقق أن يكون لديه الكثير من المعارف والخبرات، وأن يمتلك معرفة دقيقة لقواعد التحقيق، وبالتالي نشر التراث العربي القيم بأمانة وموضوعية.

والبحث منشور في مجلة التراث العربي يناير 1985

تحميل المقال

 مع تحيات قسم النشر الإلكتروني بمركز أمجاد للمخطوطات ورعاية الباحثين                           

 

التراث العربي المخطوط بين ماضيه وحاضره- جورج ميخائيل كرباج