ابحث في الفهارس

إسهامًا من المركز في تسهيل عملية البحث وإرشاد الباحثين للمخطوطات ونسخها؛ فقد أتاح المركز قاعدة بياناته للباحثين، لإيمانه أن أولى عمليات التحقيق الجادة تبدأ بمعرفة نسخ الكتاب.

المخطوطات العربية بين يدي التحقيق- محمد التونجي

ملخص المقال

يتناول الكاتب العمل في مجال المخطوطات الذي يعد من فنون الأدب الحديثة، فهو ليس له قواعد مرسومة أو شروط معلومة وقد اتجهت الأنظار إليه منذ وجدت المطبعة، وفيما يلي نتناول هذا الفن:
المشرفون على المخطوطات:
يعرف الكاتب المشرف على المخطوطات على أنه صلة الوصل بين الخزائن والمحقق ولهذا يفترض به أن يتحلى بصفات تؤهله لأداء رسالته خير اداء ومنها: أن يكون ذو إطلاع كبير على أمهات الكتب والمراجع والمعاجم، وأن يحصل علي دورة علمية كاملة تؤهله لإتقان أمور التصنيف والتبويب والإلمام بأمور التمحيص والتطهير، وأن يجيد عملية ترميم المخطوطات وطرق المحافظة عليها، وأن يلم بإحدى اللغات الأجنبية، ويفضل أن يتعلم العربية والفارسية والتركية، وأن يتصف بالصبر والدقة والأمانة.
المحقق:
كما يذكر الكاتب أن المحقق لابد أن يلم بالعدسات والقارئات وبأنواع الآلات، ونوعية الورق الذي يتقبل الحبر ويريح النظر، وقد يعثر المحقق على مخطوطة بلا عنوان فيستطيع الاستدلال عليها من ترجمة المؤلف، وأن يضع مقدمة يعرف بها الكتاب والمؤلف وميزاته، ومن الممكن كتابة المقدمة في خاتمة الكتاب، وهي طريقة حديثة قليلا ما اتبعت، وكذلك ليتسنى للمحقق كشف المخطوطة التى بين يديه لابد له من معرفة أنواع الخطوط وتاريخ كل خط والأمصار التى انفردت بأنواع معينة من الخطوط مثل الخط الفارسي وهو خال من التعقيدات والدوائر الخطية.
ويوضح الكاتب فيما يلي مراحل تحقيق المخطوطات:
أولاً: نسخ المخطوطة:
ليس كل النسخ متساوية من الناحية العلمية، ولا من جهة القيمة الأثرية فهناك: النسخة الرئيسة وهي النسخة الأم التي هي بخط المؤلف، ثم النسخة بإجازة من مؤلفها، ثم النسخة المنقولة عن النسخة الأم بإجازة، ثم النسخة من غير إجازة وهناك فروع هي التابعة للنسخ السابقة زمنياً أو التى فقدت.
ثانياً: نقص المخطوطة:
كثيراً ما تصاب الكتابة في نسخ المخطوطات بتحريفات كسقوط نقاط أو إضافة غيرها والتصاق نقاط ببعضها، والتشابه بين الحروف كالعين والغين وبين الدال واللام.
ثالثاً: تحقيق المتن:
يشير الكاتب إلى أنه بعد مراعاة كل ما سبق بإمكان المحقق أن يضع المتن بين يديه ويشرع في تحقيقه و من أهم ما يقوم به: الاعتماد على أقدم النسخ أو على أفضلها خطاً وكمالاً ، وضع رموز معينة لكل قصة أو لكل اصطلاح كما نري في الأشكال والرواسم، القراءة الكاملة للنسخة لمعرفة الموضوع والفصول والأبواب في التأليف، عنونة الأبواب والفصول، مراجعة معاجم الألفاظ .
رابعاً: الحواشي والتعليقات:
ومن المفيد أن يسجل المحقق ما يراه مناسباً لتوضيح الغامض أو التعريف بعلم اعتراضه أو مكان ذكره المؤلف أو الاشارة إلى صاحب بيت أو قول غفل المؤلف عنه أو إلى موضع آية كريمة أو حديث شريف .
خامساً: المراجع الرئيسية:
يشير الكاتب إلي أن هناك مراجع لا يمكن الاستغناء عنها في أى تحقيق لمتن مهما كان نوعه، ومن هذه المراجع: المصحف المفهرس، أسماء الكتب، معجم المؤلفين، الأعلام، كتب التراجم.
سادساً: الفهارس:
يوضح الكاتب أنه في ختام عمل المحقق يشترط أن ينهي مخطوطته بفهارس علمية مفصلة والفهارس أكبر عمل يقوم به المحقق أو تلميذه بعد تحقيق المتن وطبعه ولا يجوز إنجاز الفهارس قبل الانتهاء من طباعة الكتاب ومع أن لكل كتاب فهرس خاص به إلا أن هناك الفهارس العامة ومنها: فهارس للأعلام، فهارس للقبائل، فهارس للموضوعات، فهارس للألفاظ المعربة .
والبحث منشور في مجلة التراث العربي- أكتوبر 1982م.

تحميل المقال

مع تحيات قسم النشر الإلكتروني بمركز أمجاد للمخطوطات ورعاية الباحثين

المخطوطات العربية بين يدي التحقيق- محمد التونجي