ابحث في الفهارس

إسهامًا من المركز في تسهيل عملية البحث وإرشاد الباحثين للمخطوطات ونسخها؛ فقد أتاح المركز قاعدة بياناته للباحثين، لإيمانه أن أولى عمليات التحقيق الجادة تبدأ بمعرفة نسخ الكتاب.

الكتاب العربي في مصر بين المخطوط والمطبوع- مصطفى أبو شعيشع

الكتاب العربي في مصر بين المخطوط والمطبوع- مصطفى أبو شعيشع

ملخص المقال

يتناول الكاتب في بداية المقالة الكتاب العربي المطبوع، وارتباط ظهوره في مصر بوقت دخول الطباعة إليها ومن المعروف أن الطباعة لم تدخل مصر إلا في نهاية القرن الثامن عشر الميلادي، وذلك من خلال الحملة الفرنسية عليها في سنة 1798م.
كما يشير الكاتب أنه في مقابل الاهتمام الأوربي بالطباعة العربية، فإن الشرق لم يعرف الطباعة إلا في السنوات الأولي من القرن الثامن عشر الميلادي حين أنشئت أول مطبعة عربية في حلب سنة 1702م، وأن أول مطبعة دخلت مصر هي التى أحضرها معه نابليون بونابرت مع حملته، وأولي المطابع إصداراً للمطبوعات في مصر هي المطبعة الشرقية الفرنسية بالإسكندرية.
كما يوضح الكاتب أن كتاب (أمثال الحكيم لقمان) الذي اصدرته المطبعة الأهلية الفرنسية هو أول كتاب عربي طبع في مصر، وتجمع المراجع أن الفرنسيين عند جلائهم عن مصر لم يتركوا مطابعها فيها، وإنما حملوها معهم إلى فرنسا، ويعد كتاب (نحو اللغة العربية العامية) هو أخر مطبوعات الفرنسيين في مصر وقد تأخرت عودة الطباعة والكتاب المطبوع إلى مصر حتى سنة 1822م حتى أنشأ محمد على مطبعة ومطابع أخرى في معظم مدارسه العالية لتقوم بطبع ما تحتاجه من كتب كالمطابع التى أنشاها في مدرسة الطب والمهندسخانة، فلقد كان لمحمد على دور بارز في هذا المجال.
كما تناول الكاتب تأثير المخطوطات الواضح على الكتب المطبوعة، والذي أوضحه فيما يلي:
_إن معظم الكتب المطبوعة لم تظهر فيها صفحة العنوان مستقلة شأنها شأن كثير من المخطوطات عدا القاموس العربي الإيطالى للراهب رفائيل.
_ أما المساحات البيضاء التى كانت بالمساحة المكتوبة من الصفحة، ففي المخطوطات كان النساخون يتركون مساحة بيضاء تحيط بالمساحة المكتوبة من الصفحة وكانت هذه المساحة تتناسب مع حجم الصفحة نفسها فتتسع كلما كبرت الصفحة وتضيق كلما صغرت.
_ أما ترقيم الأوراق والصفحات فلم تكن أوراق المخطوط تخضع لأي نوع من الترقيم، وحتى لا يضطرب ترتيبها أو تختلط على القارئ أو المجلد فقد كانوا يكتبون الكلمة الاولى من كل ورقة في ذيل الورقة التى تسبقها تحت أخر كلمة من السطر الأخير فيها وقد أتبعت الكتب المطبوعة
نفس الطريقة بالإضافة إلى ترقيم صفحات الكتاب الواحد بأرقام مسلسلة ليسهل على القارئ الوصول إلى ما يريد بسهولة ويسر.
_ كان المخطوط يبدأ عادة بالبسملة تليها مقدمة المؤلف يستهلها بالحمد لله والصلاة على رسول الله، ثم ينتقل بعد ذلك إلى ذكر اسم كتابه وموضوعه والغرض منه أو الدافع إلي تأليفه والمنهج الذي اتبعه وطريقة ترتيب المادة العلمية فيه علي أبواب وفصول.

كما يلخص الكاتب ما سبق للنتائج التالية :
أولاً : إن ظهور الطباعة في مصر لم يضع نهاية لعهد المخطوطات، حيث استمرت الكتب المخطوطة إلى جانب المطبوعة حتى منتصف القرن الرابع عشر الهجري.
ثانياً : إن هناك اختلافاً بين نوعية أوائل الكتب المطبوعة والمخطوطات وذلك لأن تركيز الطباعة في أول الأمر كان متجهاً إلي الكتب العلمية التى يقصد بها تعليم الحرف والمهن التى كانت لازمة لبناء الحضارة التى قصد إليها محمد على.
ثالثاً : وقد نشأ عن استخدام الآلات في صناعة الكتب سرعة في العمل ووفرة الإنتاج وترتب على ذلك رخص أثمانها وسهولة فى اقتنائها.
رابعاً : إن المطابع بما أحدثته من نشر الكتب وإتقان صناعتها وتخفيض أثمانها ساعدت بذلك على نشر روح القراءة وبث حب اقتناء الكتب والإطلاع عليها بين المصريين.
خامساً : إن كتب العلوم الدينية والإنسانية لم تلق في هذه الفترة نفس الاهتمام والعناية التى حظيت بهما الكتب الخاصة بالعلوم الحديثة ففي عهد محمد على اقتصر على طبع الكتب الحديثة فعلى الرغم من احترامه للأزهر، إلا أنه لم يكن يعول عليه في النهضة والتجديد اللذين حاول احداثهما في مصر.
والبحث (الكتاب العربي في مصر بين المخطوط والمطبوع- مصطفى أبو شعيشع) منشور في مجلة عالم الكتب يوليو-1984م

تحميل المقال

مع تحيات قسم النشر الإلكتروني بمركز أمجاد للمخطوطات ورعاية الباحثين

الكتاب العربي في مصر بين المخطوط والمطبوع- مصطفى أبو شعيشع