ابحث في الفهارس

إسهامًا من المركز في تسهيل عملية البحث وإرشاد الباحثين للمخطوطات ونسخها؛ فقد أتاح المركز قاعدة بياناته للباحثين، لإيمانه أن أولى عمليات التحقيق الجادة تبدأ بمعرفة نسخ الكتاب.

المخطوطات التونسية إبداع وحضارة - حسين المزوغي

المخطوطات التونسية إبداع وحضارة- حسين المزوغي

ملخص المقال

تناول الكاتب أهمية ودور المكتبة الوطنية والمخطوطات المحفوظة بها، وكيفية الحصول علي المخطوطات المحفوظة بها، فلقد تجمعت أرصدة مخطوطات مكتبة جامع الزيتونة المعمور ومخطوطات مكتبة الخلدونية ومكتبة الشيخ علي النوري، ولقد تعززت هذه الأرصدة من المخطوطات بجهود بعض المثقفين الذين حرصوا علي إهداء مكتباتهم للمكتبة الوطنية لكي يستفيد منها القراء والباحثين، وهناك نموذجين بارزين قاموا بهذا الأمر منهم:
- المرحوم حسن حسني عبد الوهاب، الذي قام بإهداء مخطوطاته للمكتبة الوطنية، فتولت فهرستها، وإصدارها في كتاب خاص بها.
- النموذج الثاني: وهو في طور الانجاز وهي مبادرة الاستاذ الفاضل والناشر السيد الحبيب اللمسي، حيث قام بإهداء مكتبته للمكتبة الوطنية، وحرصه علي صيانة التراث وخدمة القارئ التونسي والعربي، وهذه المكتبة في غاية الثراء و التنوع، فهي تحوي قرابة 600 مخطوط، بالإضافة إلي مجموعات هائلة من المطبوعات والدوريات.
كما يذكر الكاتب تطور قطاع التراث عند رواد الاصلاح في القرن التاسع عشر، فلقد ظهرت سياسة شاملة ولقد تم تدعيمها بالقرارات والإنجازات، فلقد صدر في عام 1988م، جملة من القرارات الرئاسية تخص النهوض بالقطاع الثقافي، منها قرارين ينص علي انجاز القسط الثاني من المكتبة الوطنية وتجهيزها بمخبر عصري لصيانة المخطوطات، كما قامت ادارة المكتبة الوطنية في تخزين فهارس المخطوطات في قاعدة بيانات موضوعة حتى يتنسى للباحثين والقراء استعمال المخطوطات والاستفادة منها.
كما يوضح الكاتب قيمة التراث المخطوط الموجود في المكتبة الوطنية، فلقد ضمت المكتبة رصيد من المخطوطات يناهز عدده أربعين ألف عنوان، فالكثير من المخطوطات تمثل تحفاً فنية لا تقدر بمال، فلقد تميزت بالزخارف والتذاهيب، بالإضافة إلي الخط العربي بمختلف مدارسه وأشكاله، كما أشار الكاتب إلي ما يزخر به تراثنا المخطوط من عناصر فنية نادرة علي غرار الرق الأزرق الذي تنفرد بلادنا بامتلاكه (وهو محفوظ حالياً بمتحف رقادة بالقيروان) بالإضافة إلي مصاحف القرآن الكريم وكتب الحديث الشريف وغيرها من المخطوطات البديعة الأشكال والألوان.
كما سعي الكاتب لإبراز القيمة العلمية لهذا التراث، فهو يمثل ثروة من المعلومات، فهذا التراث نتاج حضارة أيام القيروان، وفي عهد الحفصيين وفي فترات أخرى، فهي تغطي جميع فروع المعرفة، وقد كانت العلوم الدينية في قمة العلوم التي تم تناولها في المخطوطات، ويشير الكاتب إلي بعض أعمال المؤلفين مثل أعمال ابن الجزار ومصنفات ابن خلدون.
كما يشير الكاتب إلي أنه علي الرغم من الرصيد الهائل من المخطوطات لدى المكتبة الوطنية، إلا أنه لم يقع استغلاله، حيث لم يقع تحقيق ونشر إلا القليل من المخطوطات، ويرجع الكاتب زهد الباحثين والمحققين في دراسة تلك المخطوطات لعدد من العوامل المختلفة، منها:
- ما تتطلبه دراسة المخطوطات وتحقيقها من جهد كبير وكفاءة عالية وسعة إطلاع.
- الحاجة إلي الصبر والمقارنة لمختلف نسخ العنوان الواحد (التي قد تكون موجودة في أكثر من بلد).
- قلة المعلومات ورداءة الخط وترهل المخطوط وتكلفة الطبع.
- تحقيق المخطوطات يتطلب تفرغ وقدرة مالية وعناء.
ويختتم الكاتب مقالته برؤيته أن تتولي عدد من مراكز البحث بالتعاون مع بعض المؤسسات الاقتصادية والثقافية القيام بدراسة المخطوطات وتحقيقه من خلال برنامج شامل في هذا المجال.
والبحث (المخطوطات التونسية إبداع وحضارة- حسين المزوغي) منشور في مجلة الحياة الثقافية- مايو 2007م.

تحميل المقال

مع تحيات قسم النشر الإلكتروني بمركز أمجاد للمخطوطات ورعاية الباحثين

المخطوطات التونسية إبداع وحضارة - حسين المزوغي